من حق مصر أن تفرح ببطلها أحمد الجندي الذي عاد إليها من أولمبياد باريس محملا بالذهب، كأول مصري، عربي، إفريقي، يحصل على الميدالية الذهبية في رياضة “”الخماسي الحديث”.
ولمن لا يعرف ما “الخماسي الحديث” فإنها لعبة تحتوي على خمس رياضات هي: المبارزة والفروسية والسباحة والعدو والرماية
كل رياضة من تلك الرياضات تتطلب تدريب على أعلى مستوى،وأعلى درجة من التدريب والتركيز، ما يعني أن أحمد الجندي ليس مجرد بطل واحد، ولكنه خمسة أبطال في شخص واحد.
حطم الجندي الرقم العالمي في 16 جولة مبارزة بالسيف، وقفز حواجز في الفروسية بحصان من اختيار اللجنة الأولمبية، لم يركبه من قبل، هو الرقم واحد في العالم في سباق سباحة 200 متر حرة و3000 متر جري ورماية.
والجندي بطل استثنائي لأنه قبل الأولمبياد بشهرين أصيب بخلع في الكتف، ولكن الألم لم يمنعه يمنعه من استكمال المسيرة، وتحقيق حلم مصر والعرب وأفريقيا.
لكن قصة الأسطورة المصرية أغرب من الخيال ويقف خلفها أم مصرية صلبة أوصلت ابنها لما هو عليه الآن، وجعلت العالم كله يتحدث عنه، ليصبح فخرا لنا على مدار التاريخ.
أقول خلف الذهب معاناة لا يقوى عليها إلا الأبطال، وخلف الأبطال أمهات أقوى من الجبال
كان الجندي وهو طفل صغير يعاني من حساسية في الصدر، وداخت به أمه على الأطباء الذين نصحوها بأن يمارس ابنها رياضة السباحة، لتحسين عملية التنفس، لكن الأم لم تكتف بذلك ومنحته حياتها.
أرادته بطلا عالميا يكتب اسمه في سجلات الخالدين، وشجعته على ممارسة خمس رياضات في نفس الوقت
في عام 2017 استقالت من عملها من أجل صناعة الأسطورة، كانت تستيقظ قبل الشمس لترتيب أيامه ، وتنظم أوقات الدراسة والمذاكرة تذهب به إلى التمرين
وقبل أولمبياد الشباب في طوكيو 2020 ، لم يكن أحمد معروفا ولم يراهن عليه أحد، وحدها الأم كانت تجلس في المدرجات تشجعه، وبفضل دعمها تحققت المعجزة ، ليقتنص الميدالية الفضية وسط ذهول الجميع، في أول إنجاز لشاب مصري عربي أفريقي.
قبل شهرين من أولمبياد باريس أصيب بخلع في الكتف، وتغلب على الألم في سابقة لم تحدث من قبل، ورفع اسم مصر عاليا بذهبية الخماسي الحديث، ويتطلع الآن للمشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
تحية للبطل وتحية لأم البطل.. السيدة المصرية التي تستحق أيضا التكريم من الجميع.
