الثلاثاء, فبراير 18, 2025
الرئيسيةرأيأحمد سعد يكتب: الرئيس يواصل العمل ليلا ونهارا والأحزاب نائمة!

أحمد سعد يكتب: الرئيس يواصل العمل ليلا ونهارا والأحزاب نائمة!

أشفق على الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنا أراه يواصل الليل بالنهار من أجل الحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن، ومن خلفه قواتنا المسلحة القوية، وشرطتنا الباسلة، والحكومة التي تنجز ما يستغرق شهورا طويلة في أيام قصيرة، في الوقت الذي تقف فيه الأحزاب مكتوفة الأيدي، لا تحرك ساكنا!

إن ما يفعله الرئيس السيسي لا يقوى على حمله ألف رجل، يتحمل وحده مصير هذا الوطن الذي تحدق به الأخطار من كل اتجاه.. في الجبهة الشرقية تطل إسرائيل بوجهها القبيح وهي تمارس توحشها في الأراضي الفلسطينية وتقتل عشرات الآلاف من أهلنا في القطاع بدون رحمة، في الوقت الذي تتحرش فيه بمصر، وهي تطلق أكاذيبها على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بعد أن أفشل الرئيس مخططها الخبيث بتهجير أهل غزة إلى سيناء.

وفي الجبهة الغربية ماتزال ليبيا تلعق جراحها، وهي تشهد حالة من عدم الاستقرار، ما يحتم علينا اليقظة الكاملة لحماية حدودنا، والدفاع عن عمق مصر الاستراتيجي، في الجارة الغربية.

أما في الجنوب فإن ما تعيش فيه السودان من حرب أهلية، ونزوح الآلاف من مواطنيها إلى مصر، لا يخفى على أحد، ويحدث هذا بالتوازي مع التهديد الإثيوبي بتعطيش مصر، باستكمال سد النهضة.

تحيط المؤامرات بمصر من كل اتجاه، من أجل تركيعها وإعادتها للوراء مرة أخرى، بعد أن وقفت على قدميها من جديد، وصارت دولة قوية صاحبة نفوذ تقود المنطقة بثقة وحكمة واقتدار، وتحافظ على حدودها ولا تسمح لأحد أيا كان أن يقتطع جزءا من أراضيها.
الجميع حاول إفشال المشروع المصري بما في ذلك أشقاء سحبوا الودائع من البنوك، لكن مصر أثبتت صلابتها، في مواجهة الرياح الاقتصادية العاتية بفضل رئيسها الهُمام، شيّدت العاصمة الإدارية، والمدن العالمية كالعلمين والجلالة، وأقامت آلاف المشروعات العملاقة، حتى أتت الحرب الأوكرانية الروسية التي أثرت في العالم كله، لتظهر أزمات عديدة مثل استيراد القمح، ومشاكل الغاز والكهرباء، وغيرها، وهي الأزمات التي نجح الرئيس والحكومة في مواجهتها والتغلب عليها.

أما في الداخل فإن الوضع الاقتصادي لا يخفى على أحد، وهو وضع فرضته الأوضاع في المنطقة، إلا أن مصر رغم كل هذا وفي ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، تحقق إنجازات غير مسبوقة في التنمية، بالتوازي مع جاهزية الجيش الكاملة تحسبا لحدوث أي تطورات.

كل هذه الأمور تجعلني أتساءل: أين الأحزاب المصرية من كل ما يحدث في الداخل والخارج؟
وأنا هنا أسأل عن الأحزاب الكبيرة التي من المفترض أن تكون عونا وسندا للدولة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، ما هو التأثير الحقيقي لتلك الأحزاب في الشارع؟!

إنني لا أتردد في قول كلمة الحق، فإذا كانت تلك الأحزاب تراقب كل ما يجري في الداخل والخارج وتقف ساكتة، فهذه مصيبة كبيرة، لأن الدور السياسي والخدمي للأحزاب لابد أن يسير كتفا بكتف مع ما تقوم به الحكومة.

ماذا تقدم الأحزاب لهذا الشعب، هل تقف مسؤوليتها عند عقد مؤتمرات، وفاعليات، من أجل الاستهلاك الإعلامي وتلميع المسؤولين فيها، دون أن تضطلع بمسؤوليتها وواجبها الوطني تجاه الدولة؟

أقول هذا الكلام ونحن مقبولون على انتخابات تشريعية في الشهور التالية، وسوف يشاهد الجميع كالعادة الطامحين في الحصول على الحصانة البرلمانية في سرادقات العزاء، وقاعات الأفراح، وزيارات المرضى في العائلات الكبيرة المؤثرة، وجميع المجاملات، من أجل استعادة شعبيتهم المفقودة، للفوز بالانتخابات.
إن التجربة البرلمانية السابقة أثبتت غياب غالبية النواب المنتخبين عن مشاكل دوائرهم، في المقابل كان النواب المعينون يقومون بدورهم كما هو مطلوب منهم وأكثر، لأن اختيارهم يأتي دائما من مؤسسة الرئاسة التي تحسن الاختيار، وهي تدفع بكوادر وخبرات عالية بصرف النظر عن الانتماءات السياسية، ولكن وفق اعتبارات وطنية من أجل مساندة الدولة في مشروعها القائم على الأمن والتنمية.

أتمنى لو تقدم هذه الأحزاب كشف حساب عن الإنجازات الملموسة التي تقوم بها، لنرى ماذا فعلت، وحجم الأخطاء التي وقعت فيها، من أجل تصويبها، والدفع بدماء جديدة قادرة على تحمل المسؤولية بأمانة وحب وانتماء للوطن، وليس مجرد الظهور الإعلامي.

نحن في حاجة ماسة إلى مراجعة الكثير من الاسماء التي تتولى المسؤولية في الأحزاب، ومحاسبتها حسابا عسيرا، من أجل النهوض بالعملية السياسية، وتفعيل دور الأحزاب بشكل حقيقي في الشارع المصري.

إن تحمل المسؤولية في الأحزاب ليس ترفا، كما يتصور بعض المسؤولين.. المناصب في الحزب لم تخلق من أجل تحقيق المصالح والمنافع الشخصية، والحصول على المكاسب، ولكن من أجل خدمة الجمهور، وقضاء حوائجه، والمساهمة في تخفيف العبء عن المواطنين، والتواجد في الشارع بجانب الناس، وليس الجلوس في المكاتب المكيفة، وإدارة العمل عن طريق “الواتساب”.

أشعر بالحزن الشديد على ما وصل إليه حال الأحزاب من التكاسل، والتراخي، والانفصال عن المواطن، والاكتفاء ببيانات لا تساوي الحبر الذي تكتب به، ومؤتمرات نعرف جميعا كيف يتم فيها تجميع الناس، من أجل التقاط صور مع المسؤولين يتم توزيعا على الصحف والمواقع الإخبارية.
أين النواب من الشارع الذي أصبح آمنا مطمئنا مستقرا، بفضل مجهودات أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين دحروا الإخوان، وقضوا على الإرهاب، وقدموا أرواحهم في سبيل الوطن، لماذا لا يفضل السادة النواب النزول إلى الشارع؟، ما الذي يمنعهم؟، ما الذي يشغلهم؟.. أين حمرة الخجل أمام وهم يسترخون في مقاعدهم الوثيرة والرئيس لا يضيع دقيقة واحدة دون النهوض بهذا البلد؟!

ألا تخجل تلك الأحزاب من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا ينام من أجل الحفاظ على استقرار الدولة، ومواصلة مشروعات التنمية العملاقة، وهي لا تفعل شيئا إلا جمع الناس من أجل التهليل والتصفيق لهم؟!

ماذا فعل نواب الأحزاب والمسؤولين فيه يستحقون عليه الإشادة، والثناء، ولماذا لا يتحركون لمواجهة الأعباء الاقتصادية التي يكافح المواطن ليتحملها، صابرا، وراضيا، لثقته في القيادة السياسية التي تفعل كل ما في وسعها من أجله.

لا أفهم سر تكاسل نواب الأحزاب، وانعزالهم عن الناخبين، وإصرارهم على البقاء في مكاتبهم، وانشغالهم بأنفسهم ومصالحهم، وابتعادهم عن حال الناخبين الذين منحوهم أصواتهم، كيف لا يكون النائب في دائرة أحداث دائرته، ويعرف كل شيء عنها، ما تحتاج إليه، وما يجب أن يقدمه لها، في ظل الغلاء الذي يفتك بالناس، ما فائدة انتخابه إذن، أليس هو المسؤول عنهم، وصوتهم في المجلس، وقاضي حوائجهم عند الحكومة.

هناك تقصير واضح، بسبب وجود بعض الوجوه في أماكن المسؤولية، وحان الوقت لتبديلها، وتغييرها، برجال مخلصين للرئيس، ويتخذونه مثلا أعلى في العمل المتواصل، وإلا فسوف تتحول تلك الأحزاب إلى مجرد ديكور، إن لم تكن قد تحولت إلى ذلك بالفعل.

إنني أنادي بأعلى صوتي لعل تلك الأحزاب تستيقظ من نومها العميق، وتعرف المطلوب منها وتؤديه، وتقوم بعملية تطهير شاملة، وإقصاء لكل من لا يقوم بواجبه، ويتخذ من نشاطه في الحزب ستارا من أجل تحقيق مصالحه، بدلا من إعلاء مصلحة الوطن.

وفق الله رئيسنا وجيشنا وشرطتنا وحكومتنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد..
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات