نقترب من مرور عام كامل على الاجتياح الإسرائيلي لغزة، والذي نجحت فيه مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إفشال الخطة الجهنمية للكيان الصهيوني بتوطين الفلسطينيين في غزة، لينقلب السحر على الساحر، وتصبح حكومة بنيامين نتنياهو في مأزق كبير لا تعرف كيفية الخروج منه.
كانت الخطة التي رسمتها إسرائيل بالتوافق مع الجانب الأمريكي تقوم على ضرب غزة وفرار السكان إلى سيناء، عبر تهديدات أمريكية بالفوضى في المنطقة في حال عدم تمرير الخطة، والتلويح بمساعدات اقتصادية لمصر لحل أزمتها، وهو المشروع الذي تبنته العديد من الدول باستثناء روسيا.
بدأ التمهيد للخطة الإسرائيلية منذ تولى الإخوان الحكم، في العام الأسود، وإصدار بطاقات للفلسطينيين في غزة يضمن لهم التواجد على الأرض المصرية، ما رفضته القوات المسلحة جملة وتفصيلا، عبر إدخال فرق الجيش في المنطقة (ج) لحماية حدودها من أي خطر يأتي من المنطقة الشرقية.
كان الرئيس السيسي يقظا منذ البداية لما يرمي إليه المخطط الصهيوني الأمريكي حين كان وزيرا للدفاع، أما بعد السابع من أكتوبر الماضي، فإن القيادة المصرية أعلنت على الملأ وبحسم رفض نزوح الفلسطينيين إلى سيناء، عبر ما يعرف بالممر الآمن الذي اقترحته إسرائيل وأمريكا، بهدف تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
دعت مصر عبر عام كامل إلى عقد العديد من المؤتمرات التي استضافتها القاهرة، إضافة إلى اللقاءات المستمرة بين الرئيس السيسي وزعماء الدول العربية والأوربية والعالمية، لكشف المخطط الخبيث، والعمل على إفشاله.
وجهة النظر المصرية توافقت بشكل كامل مع وجهة النظر الفلسطينية، ورغم الحرب المدمرة التي هدها القطاع، إلا أن معبر رفح كانت مهمته الوحيدة هو توصيل المساعدات للأشقاء في غزة، واستقبال الحالات الحرجة فقط، مع إبقاء الفلسطينيين على أرضهم، وتحمل ويلات الحرب، الأمر الذي جعل إسرائيل تضاعف من وتيرة القصف والدمار.
نجحت المقاومة في غزة أن تحرج إسرائيل، وتجعلها أضحوكة أمام العالم، بعد أن أسرت عشرات الجنود، واصبح لديها ما تفاوض عليه، وتضغط به على الجانب العبري، في الوقت الذي تمكنت من قتل وجرح المئات من الجنود الإسرائيليين، وكل يوم يمر تخسر فيه إسرائيل العديد من أرواح جنودها، وآخرها في رفح عبر تفخيخ المباني والعمارات السكنية، لاصطياد الضباط والجنود الصهاينة.
أضطر نتنياهو في النهاية للقبول بالمفاوضات من أجل استعادة الأسرى من المقاومة، في ظل حالة من الضغط الهائل في الداخل، وخروج المظاهرات بالآلاف في شوارع تل أبيب للقبول بأي صفقة مع حماس تعيد المخطوفين إلى ديارهم.
أما إذا اضفنا غلى ذلك ما تتعرض له إسرائيل يوميا من قصف على جبهتها الشمالية عن طريق حزب الله، وصواريخ الحوثيين التي وصلت إلى العمق الإسرائيلي سوف ندرك الجحيم الذي يحاصر إسرائيل ويجعلها تعيش حالة من التأهب المستمر، والتشتت في اتخاذ القرارات، والفرقة والانقسام بين قياداتها.
أقول: لقد نجح الرئيس السيسي في إفشال الخطة الإسرائيلية، والآن ترعى مصر مع قطر المفاوضات من أجل إنهاء حالة الحرب التي بدأت قبل عام، وليس أمام إسرائيل إلا القبول بشروط المقاومة.
وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول الآن التحرش بمصر من خلال حديثه عن التواجد في محور فيلادلفيا، فهو وهم آخر تعيشه إسرائيل ولن تسمح بح به مصر أبدا، ليعود الجنود الإسرائيليون من حيث أتوا.
عاشت مصر قوية برئيسها وجيشها الباسل.