قالت الفنانة هند صبري، خلال جلسة حوارية عقدت، بمهرجان الجونة السينمائي، إنها مؤمنة جدا بتأثير الثقافة، لذلك هي ضد كل المطالبات بإلغاء المهرجانات السينمائية عندما يكون هناك ظروف صعبة تمر بها المنطقة، موضحة: ما يحدث هي محاولة لتقييدنا ومحو أثرنا وتأثيرنا كفنانين، مش هنسيب كل حاجة ونقعد نلطم، خاصة أن مهرجان مثل الجونة لديه نافذة على السينما الفلسطينية واللبنانية، وهذا دور يقوم به”.
وخلال الجلسة أكدت هند صبري، أنها لم يكن في أحلامها أن تكون ممثلة، وإنما الأمر جاء عن طريق الصدفة بترشيحها لفيلم “صمت القصور” للمخرجة مفيدة تلاتلي، وهي في عمر الـ14 سنة، لكن حلمها الأساسي كان أن تصبح سفيرة وتلتحق السلك الدبلوماسي، ولذلك بعد هذا الفيلم عادت مرة أخرى إلى المدرسة لاستكمال دراستها، حتى جاءت الصدفة مرة أخرى لتعود إلى السينما.
لم تكن الصدفة في عملها بالسينما التونسية فقط، ولكن الصدفة أيضا هي من جعلتها تأتي إلى مصر، حيث التقت بالمخرجة إيناس الدغيدي في أيام قرطاج السينمائية، وسلمت عليها سلام عابر، لكن بعد فترة ورغم أنه لم يكن هناك تليفونات محمولة في هذه الفترة، فوجئت باتصال عبر السفارة في تونس، يبلغني بأن المخرجة إيناس الدغدي تبحث عني وتريد التواصل معي، ومن هنا كانت البداية.
تضيف هند صبري: في اللحظة التي تواصلت معي إيناس الدغيدي، كانت ثقافتي فرانكفونية بحكم دراستي بالفرنسية ولم يكن لدي خلفية كبيرة عن السينما المصرية والعربية، ولكني كنت أتمنى المجيء إلى مصر، ووافقت، لتبدأ تجربتي في مصر عبر “مذكرات مراهقة”،
وعن تجربتها في فيلم “عمارة يعقوبيان”، قالت إن هذا الفيلم كان معجزة، لأنه جمع بين عادل إمام ونور الشريف ويسرا وإسعاد يونس وخالد صالح وخالد الصاوي ومحمد عادل إمام وباسم سمرة وسمية الخشاب، وهذا العدد من النجوم صعب أن يجتمع في فيلم واحد، وربما لم يتكرر بعد عمارة يعقوبيان، كاشفة في الوقت نفسها أنها عندجما قرأت الرواية التي كتبها الروائي علاء الأسواني، وقرأت جملة على لسان “بثينة”، تمنت أن تجسد هذه الشخصية، وفوجئت بعدها باتصال من المخرج مروان حامد ومؤلف الفيلم وحيد حامد.
أما عن لقائها الأول بالفنان عادل إمام، فقالت إنها ذهبت إلى منزله أثناء التحضير للفيلم مع عدد من صناع العمل، وكانت تنتظر حتى قال محمد عادل إمام أنه في الطريق إليهم، حينها سمعت صوت خطواته، وعندما رآني لأول مرة، ضحك وقال : “أنت مين علشان تحبيني أنا وابني في الفيلم”، وعندما بدأنا التصوير كان ذلك في بيت “زكي باشا” الشخصية التي يجسدها، وكانت المفاجأة أنه ملتزم بشكل لا يصدق، فمهما ذهبت مبكرا تجده قد سبقك، لدرجة أنه في أول يوم تصوير، وعندما جاء وقت البريك، ذهبت لأتناول الطعام، ففوجئت بعد مرور 10 دقائق فقط، جائني مساعد المخرج وقال لي إن الأستاذ عادل إمام جاهز في اللوكيشن، فذهبت مسرعة وفي فمي الطعام، فنظر لي وقال، إنه مينفعش أكون في مكان التصوير ولا يزال الطعام في فمي، فمنذ هذه اللحظة قررت أنني لن أتناول الطعام في وقت التصوير حتى تنتهي المشاهد، وتسبب ذلك في خسارتي لـ5 كيلوجرامات من وزني.
وواصلت هند صبري حديثها عن عادل إمام قائلة: هذا الالتزام من عادل إمام علمني كثيرا، فهو يحب ويخلص العمل بدرجة لا تصدق، في هذا التوقيت كان يصور الفيلم ولا يزال يعرض في المسرح، ولذلك كان علينا أن ننتهي من التصوير الساعة الثامنة مساء ليذهب إلى المسرح، فتعجبت جدا حينها من أننا نعود بعد يوم التصوير متعبين جدا، وهو يبدأ رحلة جديدة من العرض على خشبة المسرح.
ورغم تصريح هند صبري خلال الجلسة الحوارية بأن صناعة السينما ذكورية، لكنها اعتبرت تجربة “أحلى الأوقات” من أهم تجاربها في السينما، مؤكدة أن الأثر الذي يتركه هذا الفيلم لا ينسى، ويعتبر الآن من الكلاسيكيات، والجمهور لا يزال يناديني بـ”يسرية” الشخصية التي قدمتها في الفيلم وهذا معيار نجاح رئيسي بالنسبة لي أن يتذكر الجمهور اسم الشخصية، وهذا تكرر أيضا في “عايز اتجوز” الجمهور لا يزال يناديني بـ علا عبد الصبور، وكذلك في فيلم “الجزيرة” الجمهور أيضا لا يزال يتذكر اسم كريمة.
ووصفت هند صبري “الجزيرة” بالفيلم النموذجي، الذي لم يهمل أي شيء من العناصر، لمجرد أنه تجاري، فالمخرج شريف عرفة أعطى نموذج في كيفية صناعة الفيلم التجاري المهم.
أما عن تجربة “عايزة اتجوز”، فأكدت أنها من اختارت الكتاب المأخوذ عنه المسلسل، ولكنها في أول يوم تصوير بكت للمخرج رامي إمام، وقالت له : سأفشل وسأتسبب في فشلك معي”، لكن النجاح فاق التوقعات، ولكن ليس في العرض الأول، لأنه عندما عرض لأول مرة هناك كثيرين في الصناعة انتقدوه وسخروا منه، ولكنه حاليا أصبح من الأيقونات، ويعرض على كل القنوات، فهو كان مغامرة ونجحت، ولذلك بعد كل هذه السنوات، قررنا عمل أجزاء أخرى تحت عنوان “البحث عن علا”.