بعيدا عن ضغوط العمل، فإنني أحب دائما أن أمارس رياضة التأمل، كلما سمح لي الوقت بذلك، وخاصة في الساعات المتأخرة من الليل، حين يعم الهدوء الكون، أتامل مشوار حياتي الطويل المليء بالجهد والتعب، ما يضطرني إلى مواصلة العمل أحيانا لفترة طويلة دون أن أحصل على قسط من الراحة.
إنني أعتقد أن العمل هو الراحة الحقيقية لأي إنسان يرغب في النجاح، بينما الراحة متعبة جدا لكل من تعود على بذل الجهد، والطاقة، في سبيل تطوير عمله، وابتكار أساليب جديدة من أجل زيادة الإنتاج.
ومع ذلك فإنني أستطيع اختصار مفاتيح النجاح في ثلاثة أشياء، أولها هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى بأنه هو الرازق، وثانيهما هو التوكل على الله، بحيث يقوم الإنسان بكل ما يستطيع من مجهود، كل ما عليه أن يسعى طيلة الوقت، وعلى الله النجاح، أما ثالث هذه المفاتيح فهو التفاؤل.
إن التفاؤل يأتي من حسن الظن بالله، واليقين في النجاح، رغم كل ما يحيط حولك من صعوبات، بينما التشاؤم هو تشكيك – والعياذ بالله – في قدرة الله على تغيير ظروفك، ومن ثم يؤدي إلى الفشل.
أقول إنني دائما أتخذ من التفاؤل عكازا أستند عليه كلما سارت الأمور عكس ما أرغب فيه، أرى النور وأنا في أشد لحظات الظلمة، وأؤمن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
نصيحتي للشباب دائما هي التفاؤل بأن المستقبل يحمل له الخير، وأن “بعد العسر يسر”، أقول لهم: عليكم بالعمل ثم العمل ثم العمل دون توقف، قد تتعثرون، وقد تجدون أمامكم حواجز، ولكن كل هذا سوف يزول بالعمل، وسوف تتغلبون عليه بالتفاؤل، والثقة في الله سبحانه وتعالى.
كل من يحدثني عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر، والعالم كله، أقول له إن مصر بخير، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تخطو حطوات واسعة في التنمية وإنجاز عشرات المشروعات العملاقة، وإقامة العديد من المدن الجديدة، رغم كل هذه الظروف.
ما يحدث في مصر من تطور يدعو إلى التفاؤل في المستقبل، وهو رسالة للأجيال الجديدة أن البيئة مهيأة لهم، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يهتم فقط بمعالجة مشاكل الحاضر، ولكنه مهموم بتحقيق مستقبل أفضل للإجيال الجديدة.
عليكم بالتفاؤل كسلاح في معركة الظروف، عليكم بالإيمان بالله وحسن التوكل عليه، حتى يكون النجاح حليفكم في كل وقت إن شاء الله.